حرارة, برودة,
حرارة, برودة,
أشعر دائما بنفس الأشياء,
حرارة ثم برودة.
أين أنا؟
أنا كنت في فراغ,
ولكني كنت في الوقت نفسه
أرى أفكارا وتهيؤات وصورا.
وشوشات تصل الى أذنيي,
فجأة ترن صرخة جليدية,
حولها هبّة باردة وهبة ساخنة.
أشعر بكرب عظيم وكآبة ثقيلة,
لا, ليس أنا, أحدهم,
في مكان ما...
أنا لا يمكنني القول أين أنا؟
وماذا أفعل هنا؟
أشعر بالفراغ من حولي,
يلفني,
يغمرني,
الغياب يسحقني,
أحدهم في خطر,
لا, أحدهم يصرخ!
أصوات حادة تتكلم؛
ولكنني لا أتمكن من فهمها.
الأفكار تأتي لغاية عندي
ولكنها بعيدة في الضباب,
لا أستطيع أن أميّز أي شيء,
أحاول أن أفهم,
أنصت,
أركّز وأستجمع كل قواي
ولكنها سرعان ما تغوص في اللاوعي.
للمرة الأولي في حياتي,
لا تطفو اي فكرة الى مستويات الإدراك والوعي,
ولا أرى أي ماض
ولا أي ذكريات.
حتى خلال نومي,
كنت, بالعادة,
تنتابني الأفكار والرؤى,
كيف يمكن لكل ذلك,
في لحظة من اللحظات,
أن يزول ويختفي؟!
كيف يمكن للعدم,
لسبب من الأسباب,
في وقت من الأوقات,
أن يسكننا
ويستوطن أرواحنا
ويأخذنا الى سراب
والى لا مكان.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق