(وردة الجوري) قصة قصيرة
في أيام الصيف الحارة حيث ملت من الجلوس وحيدة على كنبتها الأنيقة تقلب ألبوم ذكرياتها الصامتة ، إنتفضت فجأة مقررة الخروج إلى حديقة مجاورة لبيتها...
إرتدت فستانا يكشف خارطة جسدها الأسطوري..أسدلت شعرها الكستنائي المموج .غادرت يسبقها عطرها الممزوج بين رحيق الفواكه الإستوائية والفانيلا ينعش النفس المحترقة بحرارة الصيف..
تمشت قليلا بين الخضرة والورود قبل أن تجلس في مقعد إختارته تحت ظل شجرة.بدت شاردة كعادتها لم تشعر إلا وصوت يلقي عليها السلام ، رجل في الأربعين يرتدي قميصا أبيض ونظارات شمسية ، شعره أسود قاتم تزينه شعيرات بيضاء لجينية .حذاؤه لامع لا غبار عليه..إنه رجل تكتمل فيه كل رغباتها، ردت عليه السلام بعد أن إستفاقت من الدهشة.
صمتا كثيرا وهما يسترقان النظر لبعضهما قبل أن يسألها عن إسمها لتبتدئ فصول أجمل محادثة في حياتها..
كان كل شيء فيهما متشابه ، هوايتهما ،ألوانهما،رغباتهما ،حتى إندفاعهما بالكلام كان متشابها.كانايلتهمان الكلام وكأنه وجبة دسمة بعد جوع طال عليه الأمد.
وبعد مرور وقت مسروق من بوصلة الزمن فاجأها بسؤال بدى غريبا: أين كنت طوال هذه السنين؟
ألاحت ببصرها بعيدا قبل أن تجيبه : كنت أحرس ذكريات ملت مني حتى صرت سجينة لها.
نظر إليها بحسرة ثم أنهى كلامه بتنهيدة حارقة: ياليتك لم تظهري.
تسمرت إبتسامتها محاولة استيعاب ما جرى وما يجري ، لم يدم استغرابها طويلا حين سمعت ضحكات أطفال آتية نحوهما وصراخ أم تأمرهم بالتوقف عن الركض .
بابا، هكذا نادوه الأطفال الثلاثة حينما إقتربو أكثر، ليقوم من مكانه لا شيء يتكلم فيه سوى عينيه..يلتحم بكوكبة الأطفال وأمهم ويغادرو لتغادرها معهم دنيا جديدة جميلة عاشتها للحظات توقفت فيها عقارب الساعات ودوران الكواكب وتزامن الفصول ، لتعود إلى بيتها إلى كنبتها إلى ألبوم ذكرياتها الصامتة.
رجاء خشابة / المغرب
روعة ودام حرفك
ردحذفتوقفت فيها عقارب الساعات ودوران الكواكب وتزامن الفصول ، لتعود إلى بيتها إلى كنبتها إلى ألبوم ذكرياتها الصامتة
ردحذفمازلت استرجع الذكرى وأنسجها
ردحذفحلما تشابك فى دمعى وفى آهى
أردت وصلك والأقدار مانعة