خاطرة نثرية بعنوان:(((عــــــــشــــق الـــــــيــــــراع)))
كلما مرغت رأس يراعي على الثرى الأبيض هذا،كلما حسبتني في واقعة حرب ضد جحافل أفكاري المكدسة في رفوف جمجمتي فتراني أخط الحروف و أدونها و أنا أرأرئ مقلتي كالذي يبحث عن شيء تائه و هو يرنو إلى اللاشيء،فأكب رأسي لأفرغ محتواه و أعصر لبه لأبني كيانا و أنسج لباسا عله يكون جميلا لرائيه بديعا لقارئه فيقيه قر الجهل و يحميه برود الإحساس،و بالرغم من أنني رميت أقلامي و أوراقي في كثير من الأحايين لأنأى عنها و أنعم بهدأة الكرى و راحة البال،لكنني ما أفتأ أراني أبحث عنها كعاشق يبحث عن عشيقه تجذبه إليه جذب الشوق،فأناملي ألفت معانقته للثم الورق و تقبيله فأعاود أرسم أثلما على الأبيض الميت الأخرس فتدب فيه الحياة من جديد كطير المسيح و بقرة موسى و كفار أهل الجاهلية و يلد اللسان كَلِمًا من رحم العقل بعد عسرة ولادة،إني لمتيقن كل اليقين بأن قصة العشق هذه لا تضاهيها حكاوي المتندرين في زمانهم و القصاصين في عصرهم لأنها بين أول مخلوق و أعز مخلوق لذا تراها سرمدية لا تؤمن بالبدايات و لا بالخواتيم حتى حسبتها ناموس سماوي أبدي لا يعيه أهل الأرض و لا يفهمه الكثيرون،سوى من يحب الحرف و يعشق اليراع.
****بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق