القيتارة التي...
قامة هيفاء ، جمال صقلته بعناية شديدة على امتداد سنوات ، بل كان على حساب أشياء أخرى حكمت عليها ظلما أو لنقل التباسا بالسجن . شرّعت جميع نوافذها بسخاء وسذاجة لأحلام البتولات ،لم تترك نجمة إلا و وجدت لها دورا في مسرح خيالها ، الجمال مرادف للخلق ،كانت مملوءة عن آخرها بذلك الآخر الذي ستمنحه كل جينات أنوثتها ،وهي مشغولة في رسم ذلك الآخر ، ومن غير سابق إندار ، شاب لاشيء يجعله مختلفا ، لكنه ربما تقاطعت صورته مع إحدى التي في مخيلتها ، أو لنقل في مرسمها المملوء عن آخره تقريبا ... نظرة فابتسامة فموعد فلقاء ... و بدأت الرحلة ... لقد وهبته كل ما تملك من حب بدون أي تحفظ ،لقد أصبح كل شيء في حياتها ، و هو لم يكن يحلم بصيد ثمين جمالا وخلقا، لذلك لم يبخل عليها . دارت الأيام و هما في أوج سعادتهما ، فكرت في أن تباغته بهدية تزيده تعلقا بها، فاهتدت الى بطاقة هويته... لم يحتفل بعيد ميلاده و لم يكن يحلم أن يتوصل بهدية في يوم ما ،إحتالت عليه.... عرفت أنه يتمنى أن تكون له قيتارة ، إقتنت قتارة من النوع الجيد ،إستدرجته و قالت هاهي قتارتك ،تلعثم قليلا ثم قبلها قبلة طويلة حتى كاد يلتهم شفتيها و هو لا يصدق ما يرى ... بدأت تلاحظ برودة في الإهتمام بها، أسئلة كثيرة بدأت تنغص عليها فرحتها و التي ظنت أنها أبدية ، همه الوحيد هو مداعبة القيتارة ، بل كان يغازلها في حضوراها ، لقد أخذت مكانها بل أصبحت تغار منها ، لم تستطع تحمل ذلك السلوك ، تألمت كثيرا لكنها فكرت أن تنتقم لنفسها منها ، ذات يوم في حضورها و هو في أوج فرحته أخبرها أنه غيّر بعض أوتارها وأنه قد ألف معزوفة ، إحتقنت خدودها غضبا ، أخذت القيتارة منه بطريقة عنيفة جدا ، و بدأت تضرب بها الأرض إلى أن أصبحت قطعا و هو في أوج الذهول أغمي عليه ، أخذته بين ذراعيها لكي لايسقط على الأرض ، هدأ غضبها لكن و يدها على صدره لاحظت أن قلبه قد توقف عن النبض ، لم تستطع أن تتحمل ذلك ، بدأت تفقد السيطرة على أعضائها ثم تهاوات هي كذلك بعد أن توقف قلبها ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق